عدد الرسائل : 40 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 29/12/2008
موضوع: حوارُ الأزهار ! الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 7:30 am
حوارُ الأزهار !
بقلم حسين ليشوري
في يوم من أيام الربيع البهيجة، قالت زهرة من شقائق النٌعمان، بتهكم، لجارتها من الأقحوان: - النعمانة: ما لي أراك شاحبة الوجه صفراء كأنك فقدت عزيزا أو أرهقك السهر ففر الدم من وجهك فصرت كالصفحة البيضاء تكسرت فوقها بيضة، أبك سقم أفناك أم بك هم أضناك؟ فردت عليها الأقحوانة و هي تبتسم ابتسامة المستاء: - الأقحوانة: لا، ليس بي هذا و لا ذاك و إنما أنا أتبع حمية صارمة للحفاظ على رشاقة قوامي و خفة ساقي حتى إذا ما هبت ريح جاريتها في اتجاهها حتى لا أنكسر. لكن، أخبريني أنت، ما لي أراك محقنة الوجه كأن الدماء كلها تجمعت فيه فانفجرت انفجار "البالون"(نُفيخة) لما يدوسه "كاميون" (لوري) ؟ اهتزت النعمانة ضاحكة و قالت: - النعمانة: كأني بك تردين واحدة بواحدة ما هكذا يكون التحاور يا جارة ! ما سألتك إنا إلا بعد ما ساءني حالك و أحببت الاطمئنان عليك لعلي أستطيع مساعدتك بعد مساءلتك، فلا تحتدي علي و لا تقسي، ما أنا إلا زهرة مثلك أنسيت ؟ - الأقحوانة: ما نسيت و لكنني لا أحب المزاح المبتذل و قد لمست تهكمك بي، و كان يمكنك أن تسأليني بأدب عن حالي فلا أرد عليه إلا بمثله أو أفضل و لا نقع في مثل هذا الحوار السمج ! - النعمانة: لا، لا يا أخية، أراك منفعلة حقا، غير أنني لا أفهم احتدامك هذا و نحن في الربيع، شباب السنة و دواء كل اكتئاب ! - الأقحوانة: أراك فارغة من كل شغل و تريدين إمضاء الوقت بالاستهزاء بي. أما لك حديث غير هذا؟ لو حدثتني عن نفسك و دورك في الحياة بدل إضاعة الوقت في ما لا جدوى منه غير إثارة الضغائن بيننا، أنت زهرة لطيفة فلا يجمل بك أن تتهكمي بي هكذا دون مبرر و ما بادرتك بسوء و لا بدأتك بمزاح ! - النعمانة: هوني عن نفسك يا جارتي الجميلة و لا تؤاخذيني، لكن أخبريني، يا أقحوانة، أما سئمت أنت من مكوثك هنا دائما لا شغل لك و لا مشغلة سوى إبهاج الناظرين (البشر) و تغذية الزائرين (النحل) و إعلاف السائمين (البقر) لو كنت طائرا أو فراشة لكنت أسعد منك الآن، أو ماذا ترين أنت؟ - الأقحوانة: أراك لا تقلعين عن سفاهتك و جهالتك و لذا لا أرى مناصا من إجابتك بما يليق بكلامك و أنا آسفة إذ ظاهرك لا يعكس باطنك، أو قولي أن جمالك لا يليق بك و كان الأجدر أن تتزيني وفق كلامك أو تتكلمي حسب زينتك، فما أبعد هذا فيك عن ذاك، أما أنا فقد رضيت بنصيبي في الحياة و ما أسعدني من زهرة، لو يمكنني أن أكون بهجة للناظرين و متعة للآكلين، فأكون ذات منفعة حية و ميتة إذ أواصل وجودي في الآخرين نافعة لهم عطرا أو عسلا أو لبنا، آه منك ما أشقاني بجوارك، لو يمكنني مغادرة هذا المكان ! أنظري، أنظري إلى ذلك الغلام القادم نحونا، آه لو يقطفني فأكون في مزهرية في بيته مع باقي الزهور و الورود ! - النعمانة: نعم، نعم ! ليته يقطفني أنا كذلك فأكون معك في مزهريته بدلا من المكوث هنا في هذا الحقل الشاسع و قد أرهقتني النسائم مع هذه الحشائش و قد تأتي حصادة فتقتلعني و أكون علفا للبهائم ! - الأقحوانة: أف، أف منك ! ما أثقلك من زهرة هي أشبه بحجرة ! لم أسلم من مجاورتك لي هنا في الحقل حتى أبتلى بجوارك في مزهرية؟ ! هــــــــــــــــــيه ما أشقاني بك من جارة ! منقول
Admin Admin
عدد الرسائل : 166 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
موضوع: رد: حوارُ الأزهار ! الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 9:50 am